الشيخ : وليد بن راشد السعيدان
هذه مقدمة الرسالة
والرسالة كاملة في ملف وورد في المرفقات ....دعواتكم بالفرج
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد:
فإن المسلم يجب عليه وجوب عين أن يعظم النص في قلبه, وأن يعرف له قدره وأن ينزله منـزلته, وأن يحفظه من عبث العابثين وانتحال المبطلين وكيد المعتدين, وأن يفديه بروحه وماله وأن يجعل له في قلبه هيبة واحتراماً فلا يقربنه برد, أو تحريف أو زيادة أو نقص أو تغيير أو تبديل أو إلغاء, بل يجعله الأصل الذي يجب إتباعه والميزان الذي يزن به كل الأقوال والأعمال, فإن تعظيم الدليل من تعظيم الله جل وعلا فالأدلة حق كلها وخير كلها وصدق كلها وعدل كلها وبر كلها في منطوقها ومفهومها ولوازمها والواجب فيها الاعتماد والانقياد والإتباع و القبول والإعمال لا الإهمال, وعلى ذلك مضى عصر القرون المفضلة, وإن من المسائل الكبار التي يتحقق بها تعظيم الدليل هو ما نحن بصدده من وجوب الجمع بين الأدلة, فإن هناك أدلة ظاهرها التعارض وهي في حقيقتها ليست كذلك فيحاول البعض أن يؤلف بينها فلا يستطيع فيتجرأ على القول بالنسخ الذي مفاده إطراح شيء من النصوص وإلغاء العمل به وهذا لا يجوز لأن المتقرر عند جميع أهل العلم:- أن إعمال الكلام أولى من إهماله, فإذا كان هذا في كلام المخلوقين فيما بينهم فكيف بكلام الله جل وعلا أو كلام رسوله فالذي نعتقده وندين الله تعالى به هو أنه لا يجوز إهمال شيء من النصوص مادام إعماله ممكناً والواجب علينا أن نستفرغ الجهد والطاقة في التأليف بالجمع بين الأدلة التي في ظاهرها شيء من التعارض ومشاركة في بيان هذه المسألة كتبت هذه الرسالة وسميتها بـ (رسالة في وجوب الجمع بين الأدلة)وقد كنت شرحتها في كتابي (تحرير القواعد ومجمع الفرائد)ولكن لم أستوف هناك الكلام عليها, وهاأنذا أعيدها مبسوطة أكثر وبفروع أكثر, فالله أسأل أن يتمها بمنه وكرمه وأن ينزل فيها البركة تلو البركة وأن ينفع بها النفع العام والخاص وأن يشرح لها الصدور ويفتح فيها الأفهام ويجعلها مرجعاً في هذا الباب وأن يلهمني رشدي ويوفقني للحق والصواب وأن يعيذني من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن, إنه ولي ذلك والقادر عليه فإلى المقصود والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد الفضل والعون.