مقدمة :
تتعدد النظريات التربوية التي ظهرت في الغرب عبر الأزمنة بتعدد الآراء والأفكار لبعض الفلاسفة والعلماء عبر عصور عدة مما أدى إلى ظهور تباين واختلاف لازم كل نظرية من تلك النظريات وهو ما يلاحظ من اهتمامهم بجانب أو عدة جوانب على حساب جوانب أخرى وبما يلائم أفرادها ومجتمعاتها , وقد لاحظنا أثناء اطلاعنا على بعض المصادر والمراجع التي تناولت هذا السياق أن تلك النظريات التربوية الغربية انبثقت في حقيقتها عن فلسفات مادية، وتصورات علمانية، ومعظم فلاسفتها من الماديين والعلمانيين وارتكزت بشكل عام على رؤى وأفكار بشرية أطلقها هؤلاء الفلاسفة على التربية , وقد بني البعض منهم هذه الرؤى على نظريات سبقتها في العصور القديمة , أو بما يخدم مصالح واضعيها في ظل أوضاع بيئية معينة .
تعريف النظرية التربوية عند الغربيين :
حفلت القرون السابقة والحالية بعدة نظريات تربوية هامة، أثرت بشكل كبير في تطور التربية وازدياد الاهتمام بها نتيجة جهود العلماء والمفكرين , وكذلك تطور الطرق العلمية مما جعلها تشمل ميادين الدراسات النفسية والتربوية، والتوسع في مجالات التعليم مع الثورة الصناعية، والنظر إلى التربية باعتبارها وسيلة لإعداد المواطن الصالح.
وإعداد "المواطن الصالح" هذا يعدُّ هدفاً تربوياً تسعى إليه جميع النظم التربوية، باختلاف مفاهيمها ومبادئها، والأسس العقائدية التي تعتمد عليها فالجميع ينادون بهذا الهدف، ويسعون إليه، ويعملون على تحقيقه، لكن الاختلاف بين هذه النظم التربوية ينحصر في نقطتين أساسيتين هما: تعريف "المواطن الصالح"، وبعبارة أدق: تحديد مفهوم "الصلاح"، ثم الأسلوب أو الأساليب التي تعتمدها هذه الأنظمة لتحقيق هدفها.
ففي الفكر التربوي الأجنبي نجد أن المربين الإنجليز، يرون أن "المواطن الصالح" هو ذلك (الجنتلمان) الذي تسعى التربية إلى إعداده،
بينما يرى الفرنسيون إن "المواطن الصالح" هو المواطن المثقف ثقافة عامة، يستطيع بها أن يكون رجل مجتمع أو رجل صالونات.
أما علماء التربية الأمريكيون فيرون "المواطن الصالح"، ذلك المواطن المثقف ثقافية تقنية، تؤهله ليلعب دوراً ما في الآلة الأمريكية، أي في المجتمع التقني الأمريكي.
أما في المجتمعات الشيوعية، فنرى أن "المواطن الصالح" هو المواطن المؤمن بالعقيدة الشيوعية، والعامل بأحكامها.
ومهما اختلفت النظريات التربوية في العالم، فإن الفكر السياسي ـ الاجتماعي الذي يسود أي مجتمع، يطبع الفكر التربوي لهذا المجتمع بطابعه الخاص المميز. (1 )
وبشكل عام فقد اختلف علماء التربية الغربيين في تعريف " التربية" اختلافا واسعا، كما اختلف غيرهم من العلماء في تعريفات العلوم الأخرى وهو أمر طبيعي وذلك لاختلاف الفلسفات التربوية التي تهيمن في مرحله تاريخيه معينه ، ولتعقد العملية التربية ذاتها، ولاختلافها من مجتمع لآخر، ولتطورها عبر القرون وتغير مدلولها.
حيث يرى البعض أن التربية هي " عملية تنشئة الطفل في جميع مراحل حياته، حتى يستطيع الاعتماد على نفسه، والاستغناء عن الآخرين .
ويرى آخرون أنها تعني" جميع الوسائل والطرق التي تسهم في إكساب الطفل ثقافة مجتمعه، أو مجموعة العادات التي تكون لدى الطفل أنماط سلوكه العقلي والاجتماعي والنفسي والخلقي .
ويرى غيرهم أنها تعني " العملية التي تسهم في تنمية جوانب الفرد كلها أو إحداها"، أو خدمة الفرد والمجتمع.
ويؤكد آخرون أن " التربية عملية شاملة واسعة، فيعرفونها بألفاظ قليلة، ذات مدلولات واسعة عريضة . (2 )
الجذور التاريخية لمفهوم التربية في اللغات اللاتينية والفرنسية والانجليزية :
تعود كلمه تربية إلى أصل لاتيني والتي تدل على فعل التربية بمعناه الأولى المجسد ويتفق معظم الباحثين إلى أن كلمه تربيه مشتقه من كلمتين لا تينيتين الأولى هو الفعل و يعني يغذي,أما الفعل الثاني فهو اخرج او استخرج مثل إخراج قارب من ميناء.وأصبحت كلمه التربية تعني إعداد الطفل ذهنيا ونفسيا وعقليا. ( 2)
وفيما يلي تفصيلا موسعا لبعض تلك التعريفات الأجنبية :
- أفلاطون :
" التربية طرق ووسائل لتنشئة الطفل وتكميله على النحو المراد".
من أقدم الفلاسفة الذين عنوا بالتربية وكتبوا عنها ، فقد بين في كتاب الجمهورية النظام التربوي الذي يختاره لمدينته الفاضلة، وغرض التربية عنده هو أن يصبح الفرد عضواً صالحاً في المجتمع، وتربية الفرد ليست غاية في ذاتها وإنما هي غاية بالنسبة للغاية الكبرى، وهي نجاح المجتمع وسعادته، وهو يرى أن صلاح الفرد لا يكون إلا بمعرفته الخير وتقديره إياه.
- أرسطو:
يرى أرسطو أن الغرض من التربية هو أن يستطيع الفرد عمل كل ما هو مفيد وضروري في الحرب والسلم، وأن يقوم بما هو نبيل وخير من الأعمال، وبذلك يصل الفرد إلى حالة السعادة.
- أميل دور كهايم:
تكوين الطفل تكوينا اجتماعيا " فالتربية هي العمل الذي تمارسه الاجيال الراشدة على أجيال لم يتم نضجها بعد للحياة الاجتماعية . ( 3)
- كارل مانهايم :
" التربية هي إحدى وسائل تشكيل السلوك الإنساني، كي يتلاءم مع الأنماط السائدة للتنظيم الاجتماعي. ( 4)
- هربارت سبتر:
التربية هي " الإعداد للحياة العامة الكاملة.".(5 )
- فيتورينو دافلتر:
من أشهر المربين الإيطاليين في عصر النهضة وهو يرى أن الغرض من التربية هو تنمية الفرد من جميع نواحيه العقلية والخلقية والجسمية لا لمهنة، ولكن ليكون مواطناً صالحاً، مفيداً لمجتمعه قادراً على أداء الواجب العام والخاص، وهذا الغرض شبيه بما ننادي به في القرن العشرين.
- فرانسيس بيكون:
فيلسوف انجليزي كتب في مواضيع شتى، وغرض التربية عنده هو أن يعود الفرد على طريقة الوصول إلى المعارف، لا أن يجمع المعارف بأية طريقة كانت، وقد استخدم بيكون لهذا الغرض نوعاً جديداً من الأسلوب العلمي وهو الاستقراء.
- جون كومنيوس:
وهو احد رجال الدين، ولد وعاش في مورافيا، وقد أثرت تربيته وحياته الدينية في آرائه التربوية، والغرض من التربية، يرى كومنيوس أن النهاية التي يرمي إليها الإنسان هي السعادة الأبدية عند الله، وعلى هذا يجب أن يكون الغرض من التربية تحقيق هذه السعادة، ولايتم ذلك إلا بالتخلص من الرغبات الفطرية، ومقاومة الغرائز وتزويد الفرد بالرياضة العقلية والخلقية التي توصله إلى هدفه، وبقدرة الفرد على ضبط نفسه الذي يتم عن طريق المعرفة، وعلى هذا أيضاً كان الغرض عنده تحصيل المعرفة والفضيلة والصلاح، وهذا الغرض يشبه ما كانت عليه التربية في الأزهر، حتى عهوده الأخيرة.
- جون لوك :
وهو من أنصار المذهب التهذيبي، ويرى أن التربية لها أغراض ثلاثة: وهي التربية الجسمية التي ترمي إلى تقوية الجسم ونشاطه، والتربية العقلية التي ترمي إلى تزويد العقل بالمعرفة، والتربية الخلقية التي ترمي إلى غرس الفضيلة في النفوس.
- جون ديوي :
" التربية هي الحياة وليست إعداد للحياة " وهي عملية اجتماعية تعد الطفل للاندماج في الحياة الاجتماعية،وتنشئته بطريقة تستطيع من خلالها خلق فرد واع ومدرك بالمجتمع الذي يتطور حوله
من أبرز ممثلي ومؤسسي الحركة أو الفلسفة البراجماتية التي نادت بالخبرة ويمكن التخطيط للواقع والتغلب على مشكلاته ودعت إلى أن تعود الفلسفة إلى وظيفتها الحقيقية التي كانت عليها في الماضي, وهي أن الفلسفة أسلوب حياة أو خطة عمل أو مشروع نشاط. ورفضت أن تكون التربية عملية بث للمعرفة للطالب من أجل المعرفة إنما ترى أنها تساعد الطفل على مواجهة احتياجات البيئة البيولوجية الاجتماعية. كما أنها رأت في سياق ذلك أن التربية هي الحياة وليست إعداد للحياة، وأن واجب المدرسة كمؤسسة تربوية أن تستخدم مواقف الحياة في العملية التربوية .
والمهم في رأي البرجماتية في العملية التربوية التي لا تفرق بين الفعاليات المنهجية وغير المنهجية، وأن ما يمر بخبرة التلميذ هو جزء من المنهج سواء أكان نشاطاً ترويحياً أم اجتماعياً أم عقلياً. والتأكيد على أمرين الأول: العناية باهتمام الطالب والثاني: العناية بحب الاستطلاع لديه وذلك لأنهما يحفزانه على التعلم بصفة أساسية.أما فيما يخص المعلم عند أصحاب هذه النظرية فإن وظيفته تكون في قدرته على تنظيم الخبرة وبيان الاتجاه الذي تسير فيه فضلاً عن قدرته على شحذ أذهان التلاميذ وهو بذلك يكون عوناً للحرية لا قيد لها.(7 )
يقول جون ديوي في كتابه" المدرسة والمجتمع " الذي نشر عام 1898، " أن التربية عملية مستمرة من إعداد بناء الخبرة بقصد توزيع محتواها الاجتماعي وتعميقه، وأن الفرد في الوقت نفسه يكتسب ضبطاً وتحكماً في الطرائق المتضمنة في العملية" . وإذا جاز لنا أن نصوغ فلسفة التربية التي يقوم عليها ممارسات التربية الحديثة، فمن الممكن فيما أعتقد أن تكشف عن طائفة من الأسس المشتركة بين المدارس القائمة المختلفة .(6)
وقد فرق ديوي بين نوعين من الخبرة :الخبرة الساذجة والخبرة العلمية التي اعتبرها أساسا للتربية وهي تقوم على الفهم والإدراك ومعرفة العلاقات بين الأشياء مما يفيد في تكييف الفرد لنفسه في البيئة التي يعيش فيها والسيطرة عليها في المستقبل. (7 )
السمات العامة لنظرية جون ديوي التربوية
10)
1 - الميول والنشاطات الفردية للطفل تنظم من خلال النشاطات الجماعية التي تعكس مستوى تطور المجتمع.
2 مهمة المدرسة هي تدريب المتعلم على التعاون وتبادل التأثير للوصول إلى هدف مشترك.
3 أساس التعليم يبنى على اكتشاف الرغبات الخاصة والقدرات الشخصية عند المتعلم. وعلى اكتشاف ما يحتاجه وتدريبه لتكيف مع الوسط.
4- الطلاب والمدرسون يوزعون المهام فيما بينهم.
5 - الطالب كائن باحث يستطيع أن يعلم نفسه من خلال المشاركة في النشاطات.
- جون جاك روسو
يُعدّ ( روسو ) رائد (المذهب الطبيعي) وواضع أصوله ومن أصول ذلك المذهب أنّ الفرد هو شعار التربية، وأنّ التعبير عن الذات هو الهدف النهائي لها وبنى الطبيعيون على هذا أنّ التربية القويمة لا تتحقق إلا بإطلاق الحرية التامة للأطفال،و أن تكون تربية الطفل بين سن الخامسة والثالثة عشرة سلبية، لا يُعلَّم فيها الطفل شيئاً ولا يُربّى خلالها أيّ تربية، بل يُترك للطبيعة، محاطاً بأجهزة وأدوات مـن شأنها أن تُوسِّع مداركه. ويـؤمـن الطبيعيون بأنّ التربية هي عملية إعداد للحاضر لا للمستقبل، ومن الخطأ ـ عندهم ـ أن يُضَحّى بالحاضر المتيقَّن في سبيل مستقبل مضنون.(
أسس التربية عند روسو :(9)
1. إن الهدف الاعلي للتربية هو تحقيق النزعات الطيبة وتعميقها في الطبيعة البشرية من خلال المؤسسات الاجتماعية والتربوية.
2. يولد الإنسان كائنا طيبا ولكن فساد المجتمع هو الذي يفسد طبيعته البشرية.
3. الطبيعة البشرية مثل النبات الذي لا بد أن نرعاه ونهتم به. هذه هي مهمة المربي.
4. لنا ثلاثة معلمين هم الطبيعة والإنسان والأشياء. الطبيعة تعلمنا عن طريق النمو الداخلي وعن طريق الألم والمعاناة. والرجل يعلمنا أو يجب أن يعلمنا كيف نستفيد مما نتعلمه من الطبيعة. بينما الأشياء تزيدنا خبرة.
5. يجب أن تكون الدروس التي نتعلمها من هذه الجهات الثلاثة متناغمة وغير متصارعة أو متنافرة فيما بينها.
6. لا سيطرة لنا على ما تعطينا إياه الطبيعة. فغرضنا هو الغرض الذي تحدده لنا الطبيعة. ما نسيطر عليه سيطرة قصوى هو التعليم البشري الذي يجب أن يتناغم مع الميول الطبيعية وإلا فانه سيكون هناك صراع. يجب أن ينسجم التعليم الرسمي مع الميول البشرية وان لا يصطدم بها.
7. يجب أن تنسجم مشاعرنا وخيالنا وقدراتنا الذهنية مع ميولنا الطبيعية.
8. يجب أن نحترم براءة الأطفال. يجب أن نسمح لهم بات يستمتعوا بطفولتهم وان يعيشوها.
9. يجب أن يتعلم الأطفال الاعتماد على النفس، وكلما ازدادت قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم قل اعتمادهم على الآخرين.
10. يجب أن يختبر الأطفال المعاناة بشكل يمهد لهم السبيل أن يعيشوا الحياة بشكل كامل. يجب أن لا نجعلهم يعانون أكثر أو اقل مما يجب. فالطبيعة تعلم عن طريق الألم والمعاناة. وهذا من شأنه أن يجعلهم يخشوشنون.
11. لا توبخ الأطفال أكثر مما يجب، فهذا يجعلهم كالعبيد. ولا تتسامح معهم أكثر مما يجب، فهذا يجعلهم مستبدين. فالطبيعة جعلت من الأطفال كائنات يجب أن نحبها ونساعدها وليس أن نظلمها أو نطيعها أو نخافها.
12. لا تستعمل مشاعر دنيئة في تربية الأطفال، مثل الخوف والحسد والجشع والغيرة كوسائل لتربية الأطفال. فمحاولة جعلهم طيبين بوسائل سيئة تؤدي إلى جعلهم أشرارا.
13. شجع الأطفال على التعلم عن طريق الخبرة: تجنب الدروس المباشرة.[1]
أفكار روسو التربوية :
كانت آراؤه تعبيرا عن أراء الفلسفة في الطبيعة البشرية والتي هي بدورها رد فعل متطرفة لفساد المجتمع في تلك الحقبة.
يعتقد روسو أن الطبيعة خيرة، وأن الشر والفساد من صنع البشر "كل ما يخرج من يدي الله يكون خيرا ويد الإنسان تفسده.
الفصل الأول لكتاب إميل (تحدث فيه عن تربية الطفل من الميلاد إلى خمس سنوات)
انتقد روسو التربية التقليدية في كتابه إميل بشدة وعنف ورفض عادة اللفافة وتعجب كيف نقيد الطفل منذ ولادته بلفافة، ونقيده في حياته بالعادات والتقاليد، ثم نقيده بعد مماته بكفن فيولد الإنسان ويعيش ويموت مقيدا.
التربية الطبيعية هي ترك الطفل يعيش بحرية.
يرفض تلقين الطفل مفردات لغوية كثيرة، وأن يردد ألفاظا لا يفهمها، إذ يرى أنه من الخطأ أن نعلمه نطق الكلمات أكثر من قدرته على التفكير.
من ستة سنوات إلى اثنى عشرة سنة يعتبرها روسو من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، لذا يترك الطفل يعيش في الطبيعة، يستمد معلوماته عن طريق الحواس ومن ملاحظاته، فالمربي الحقيقي هو الطبيعة وموجودتها ودور الإنسان هو مساعدة الطفل على فهم دروس الطبيعة، دعامة التربية في هذه المرحلة هي الحواس والمحسوسات، فيقول: "اجعل المسائل في متناوله ودع حلها له ولا تجعله يعلم شيئا عن طريقك واجعله يفهم كل شيء بنفسه." ويقول أيضا: "لا تقدم لتلميذك أي نوع من الدروس الكلامية، فعليه ألا يتلقى مثل هذه الدروس إلا من التجربة.
وقد وضع روسو مبادئ التربية الطبيعية وهي :
1- الإيمان ببراءة الطفل، وهو تأكيد لاعتقاده بخيرية الطبيعة البشرية، إنه يذكر أن الإنسان ابن الخطيئة.
2 - الإعلاء من شأن الطبيعة: فالطبيعة يتعلم منها الإنسان ما يحتاج، والتربية الصحيحة هي السير وفق قوانينها.
3 - مبدأ الحرية : ترك الطفل يتدبر أمره بنفسه يحمله على التفكير واكتشاف المفاهيم والحقائق، على المربي أن يخلق مأزقا للطفل ثم يترك له الحرية للخروج من المأزق، وبهذا تتم عملية التعلم التلقائي الراسخ.
4 - مبدأ التربية السلبية: أي ألا نعلم الطفل شيئا لا يطلب تعلمه، فترك له الحرية في الحركة والاحتكاك واكتشاف الخبرة العملية والابتعاد عن الدروس اللفظية فيقول: "لا ينبغي أن نلقن الطفل دروسا لفظية، فالتجربة وحدها هي التي يجب أن تتولى تعليمه وتأديبه.
5 - مبدأ الطفل هو محور التربية: أي معاملة الطفل كطفل لا كراشد، وأن ميوله وخصائصه وحاجاته الحاضرة ومصالحه يجب أن تكون مركز العملية التربوية لا رغبات وطموحات الكبار.
-إن أصحاب هذا المذهب يهتمون بطبيعة الطفل وأساس التربية عندهم لا يتمثل في الإعداد للمستقبل حيث يقول روسو :" إن الطبيعة تتطلب منهم أن يكونوا أطفالا قبل أن يصبحوا رجالا وعلى المربين أن لا يحملوا الطفل ما لا طاقة به، وإلا عاش تعيسا"
ومن هنا ينحصر دور المربي عندهم في ملاحظة نمو الطفل نموا طبيعيا وتهيئة الفرص والظروف الملائمة لهذا النمو والتشديد على خبرة الطفل وميوله.
أي إشراك الطفل في العمل والتجريب في المعامل.. وتهيئة الظواهر لإدراكها وإلغاء النظام التعليمي القائم على السلطة العليا.(
التعريف الإجرائي للنظريات التربوية الغربية
من خلال ما سبق مناقشته وإيضاحه يمكن لنا أن نضع تعريفا إجرائيا لتلك النظريات التربوية الغربية التي اتسمت بالتنوع من حيث نظرة المفكرين والفلاسفة والعلماء الغربيين للتربية
والذي يمكن صياغته في التالي :
" هي آراء وأفكار بشرية أطلقها الفلاسفة والمفكرون على تنظيم العلاقات التربوية في مجتمعاتهم من أجل إعداد الإنسان في جميع مجالات وجوانب الحياة "
المصادر والمراجع
1. محمود مصطفى حلاوي ,القابسي وَفكرُه التربَوي بَين الأصَالة والتجديد , , بحث منشور على الشبكة العالمية
2. محب الدين أبو صالح، مقداد يالجن، عبد الرحمن النحلاوي: دراسات في التربية الإسلامية .
3. انجيلا ميديسي: التربية الحديثة، محمد أحمد سليمان : سلسلة الألف كتاب .
4. الشعبة العربية للتربية والعلوم الثقافية- معجم العلوم الاجتماعية
5. عمر محمد الشيباني : تطور النظريات والأفكار التربوية , بيروت دار الثقافة 1971 م
6. حسين عبد الحميد , أحمد رشوان – التربية والمجتمع ( دراسة في علم الاجتماع التربوي ) مؤسسة شباب الجامعة , القاهرة 2001م .
7. قصة الفلسفة – ول ديورانت ط 3 مكتبة المعارف , بيروت لبنان 1988 م
8. زياد الحكيم – ملخص النظرية التربوية عند جون جاك روسو . الشبكة العالمية موقع دهشة 30 مارس 2009 م
9. كمال عبدالله , عبدالله قلي – محاضرات في مدخل التربية
10. الموسوعة الحرة