دوران الارض ما بين التفسير الديني و التفسير العلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت فتح هذا الموضوع المهم حول مسأئل يخوض فيها كثير من الناس مع انها من أمور الشريعة التي لايجب الكلام عنها بغير علم . كذلك كان أكثر خوض الناس عنها إستناداً فقط على الأفكار الإلحاديه الغربية والتي يمارس فيها الغرب ما يمارسه الساحر مع الكلمة التي تسترق من الجن فيدس معها 99 كذبة ليصدقها الناس .
وإني أحب ان أبدأ بمقدمة منقولة من أحد المواقع كإفتتاحية لموضوعي هذا والذي أعتبره أول موضوع يرد على إستنكارات مبنية على تفسيرات حديثه للقرآن مبنية على إدعاءات الغرب وإستكشافاته المزعومة خاصة فيما يتعلق بالفضاء والكون او حتى على إستفسارات عقليه يرد عليها الموضع هذا بردود عقليه ليظهر الحق الذي لايعلمه كثير من الناس في هذا الشأن بسبب طغيان المنهج العلمي المبني على الفهم الغربي للخلق والحوادث .
ولا أجد خير من هذه المقدمه التي أخذتها من أحد المواقع لإفتتح بها سلسلة إبطال المزاعم الإلحاديه حول حوادث كونية يختص بعلمها الشرع لا غيره من الفنون , وسيستمر بإذن الله سيل الحجج الشرعيه والعقليه على ان الأرض لاتدور وحوادث أخرى تتعلق بذلك .
وبإسم الله أبدأ.
-------------------------------------------------------------------------
تحفة الطالب والمدرس
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد :-
ممَّا عمَّت به البلوى في هذا الزمان, دخول علوم الفلاسفة على أهل الإسلام, من أعدائهم الحاقدين, حتى أغتر كثير من الكتَّاب المعاصرين الذين قلَّ زادهم في العلوم الشرعية, وخاصة علوم القرآن والسنَّة, فاغتروا بعلوم أرباب الهيئة والطبيعة، وأرادوا أن يوافقوا بينها وبين العلوم التي جاء بها الأنبياء والرسل حتَّى أنهم فسروا آيات قرآنية بتفاسير عصرية يمكن أن يقال تلبي رغبات أولئك الملحدين. والقرآن لا يُفسر إلا بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصحابي، أو اللغة العربية بشرطه كما هو معلوم عند العلماء المحققين.
قال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله تعالى : فينبغي علينا جميعاَ أنه إذا أشكل علينا شيء أن نرجع إلى كتاب الله وإلى تفاسير علمائنا المتقدمين, أما أننا نبقى هكذا ندافع عن الملحدين بدون برهان وبدون حُجَّة هذا ليس بصواب .أهـ قلت : ومن ذلك ما جاء في مادة الجغرافيا الدراسية أو الجيولوجيا حول الأرض ونشأتها وما يتعلق بالشمس والكواكب والنجوم وغير ذلك كما سيأتي إيضاحه . وهذا لا يعني إنكار العلم الحديث وعدم الاستفادة منه ، كلا ولكن بشرطه . قال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام : ولسنا ننكر العلم الحديث أنه لا فائدة له ولا حاجة لنا به, ولكن نقول الآية التي تدلُّ على العلم الحديث لا مانع من أن نستدل بها, و أما أية لا تدل على شيء من المخترعات العصرية و أنت تريدها أن تدل على هذا الشيء بقوتك وبفهمك الخاطئ؛ فهذا لا نقبله من أي أحد .أهـ [ شريط "كروية الأرض" لمحمد الإمام ]
وبعد هذا أخي الكريم نعرض عليك بعض هذه الأمور التي تدرس لأبنائنا، والتي تخالف المعتقد الصحيح، ونبيِّن ذلك بالأدلة الصريحة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح رضي الله عنهم، فنقول ، وبالله التوفيق :
أولاً : ما جاء حول الأرض
الشبهة الأولى
يقول أرباب الطبيعة والفلاسفة أنَّ الأرض كانت ملتصقة بالسماوات السبع, ويستدلون لهذا بقول الله تعالى: أولم يرَ الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي .[الأنبياء:30 ]
الرد عليها من وجوه :
الوجه الأول : وهذا القول غير صحيح ، بل هو باطل مخالف لفهم السلف الصالح ، وفيه تحميل للآية ما لا تحتمل ؛ وذلك أن التفسير الصحيح لهذه الآية كما جاء عن ابن عباس حبر الأمة رضي الله عنه : أن السماء كانت رتقاً لا تمطر، والأرض رتقاً لا تنبت؛ ففتق السماء بإنزال المطر منها، وفتق الأرض بإخراج النبات منها.أهـ وقد قال هذا غيره من السلف رحمة الله عليهم ، وانظر : كتاب الشيخ يحيى الحجوري "الصبح الشارق" (ص184) تقديم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، والشيخ الفاضل أحمد النجمي .
ودليل ذلك هو قوله تعالى بعدها: وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي .
الوجه الثاني : ومما يردَّ قولهم : إجماع علماء المسلمين على أن الأرض خُلقت قبل السماء بدليل قوله تعالى: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن سبع سماوات .[البقرة:29]. قال الحافظ المفسر ابن كثير في كتابه "تفسير القرآن العظيم" (1/69): ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولاً، ثم خلق السماوات سبعاً , وهذا شأن البناء يُبدا بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك .أهـ
الشبهة الثانية
ومن الأقوال الفاسدة أيضاً قولهم : أن الأرض كوكبٌ مثل عطارد والزهرة.
الرد عليها : وهذا تخرّصٌ أيضاً ، والافتراء على الله تعالى، والقول عليه بلا علم ؛ لأن الكواكب محلها العلو والأرض محلها السفل، وكل ما نزل من السماء سقط على الأرض . ومن صفات الكواكب التي أخبر الله بها أنها زينة للسماء الدنيا، وجعلها رجوماً للشياطين كما قال تعالى: إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظاً من كل شيطان مارد .[الصافات: 6-7]، وللكواكب صفات أخرى كالطلوع، والغروب، والإضاءة، بينما الأرض بخلاف ذلك كلِّه . ومن الأدلة على أن الأرض ليست من الكواكب : قوله تعالى: قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين - إلى قوله تعالى: ثمَّ استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين .[فصلت:9 ]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه "البداية والنهاية"(1/13): فهذا يدلّ على أن الأرض خلقت قبل السماء؛ لأنها كالأساس للبناء، وكما قال تعالى: الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً .[غافر:64].أهـ وهو قول ابن عباس كما في صحيح الإمام البخاري : قال رضي الله عنه : إن خلق الأرض كان قبل خلق السماء ، وأن دحيها كان بعد خلق السماء .أهـ
الشبهة الثالثة
ومن الأقوال الفاسدة أيضاً : قولهم بدوران الأرض: دورة حول نفسها خلال اليوم وينتج عنها تعاقب الليل والنهار, ودورة أخرى حول الشمس خلال سنة.
الرد عليها : قال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله تعالى : [ والذين يقولون أن الأرض تمشي دليلهم آية واحدة وهي قوله عزَّ وجل وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء .[النمل :88]، ولكن الرد عليهم من أوجه منها :
1- أنَّ علماءَنا والمفسرين قديماً وحديثاً، من عند الرسول إلى زماننا هذا؛ لم يفهموا هذا الفهم الذي فهمه هؤلاء الناس ...
2- الوجه الثاني: أن الآية ليس فيها دليل لهم؛ لأن الآية في سياق الآخرة, فربُّ العزَّة يقول قبلها: يوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلاَّ ما شاء الله .[النمل:87]..
ومن الأدلة على أنَّ الأرض ثابتة : قوله تعالى: الله الذي جعل لكم الأرض قراراً أي : تستقرون عليها, وقال تعالى: وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم, فربِّ العالمين ألقى هذه الجبال على الأرض لكي تثبت هذه الجبال على الأرض وحتى لا تتحرك..أهـ [شريط كروية الأرض ]
والوجه الثالث : أنه قد ثبت في السنَّة على أنَّ الأرض ثابتة لا تتحرك فعند الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (( البيت المعمور في السماء يقال له الضراح وهو على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه.. . [حسّنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة تحت حديث رقم (477)], "والشاهد فيه : أن الأرض لو كانت تدور لتغيَّر موضع البيت الحرام عن حيال البيت المعمور، فلو سقط لم يسقط عليه، وهذا واضح .[ هداية الحيران في مسألة الدوران ص92]
الوجه الرابع : قد روى الإمام أحمد و الترمذي بسند حسن عن صفوان بن عسال رضي الله عنه أنه قال: (( ما زال رسول الله يحدثنا عن ذكر باباً من قبل المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاماً خلقه الله يوم خلق السماوات والأرض مفتوحاً للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه )). قال الشيخ يحي الحجوري في "الصبح الشارق" (ص200-201): وهذا الباب لا يدور تارة من الجنوب، وتارة من المشرق، وتارة من الشمال، وتارة ما بين ذلك؛ بل هو منذ خلق السماوات والأرض لا يزال عن جهة المغرب على ما خلقه الله، ولو كانت الأرض تدور لدار معها يوماً من الدهر من جهة إلى جهة أخرى، لكنها ساكنة لا تتحرك كما قال الله عزَّوجل: إنَّ الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا .[فاطر: 41] .أهـ
الوجه الخامس : وقد ذكر الشيخ الإمام المجدد عبد العزيز بن باز رحمه الله أدلة أخرى حسيّة ومشاهدة على عدم دوران الأرض، فقال رحمه الله : لو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال والأشجار والأنهار والبحار لا قرار لها, ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والمشرقية في المغرب , ولتغَيَّرتْ القبلة على الناس حتى لا يقر لها قرار . وبالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعددها .أهـ [الأدلة النقلية على جريان الشمس والقمر وإمكان الصعود إلى الكواكب (ص30)]
وبعد أن أثبتنا - أخي الكريم – بطلان دوران الأرض حول نفسها الدورة اليومية؛ يبطل بذلك أيضاً قولهم : أن سبب تعاقب الليل والنهار هو هذه الحركة اليومية للأرض . إذن فما هو السبب لتعاقب الليل والنهار ؟!
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله : فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنَّة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار, حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنَّة إليه، وأنَّى ذلك ؟!
فالواجب على المسلم أن يستمسك بظاهر القرآن والسنَّة في هذه الأمور وغيرها.
ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار :
1- قوله تعالى: وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال.[الكهف:17]، فهذه أربعة أفعال أسندت إلى الشمس ( طلعت ), ( تزاور), ( غربت ), ( تقرضهم ) ولو كانت تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض, لقال: وترى الشمس إذا تبيّن سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحوا ذلك .!
2- وثبت عن النبي أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس ( أتدري أين تذهب ؟)) فقال الله ورسوله أعلم. قال: (( فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها, وإنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال: أرجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها )). ففي هذا إسناد الذهاب، والرجوع، والطلوع إليها، وهو ظاهر في أنَّ الليل يكون بدوران الشمس على الأرض .أﻫ [مجموع فتاوى ورساثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين (1/71-72)]
وقول الشيخ ابن عثيمين في هذه المسألة هول قول السلف فيما مضى, قال ابن حزم في كتابه"الفِصل في الملل والأهواء والنحل"(2/80): فأخبر الله تعالى إخباراً لا يرده إلاَّ كافر : بأن القمر في السماء، وأن الشمس أيضاً في السماء, ثم قد قام البرهان الضروري المشاهد بالعيان على دورانهما حول الأرض من مشرق إلى مغرب، ثم من مغرب إلى مشرق .أﻫ
ثانياً : ما جاء حول الشمس
الشبهة :
من الأمور الخطيرة والفاسدة والتي تدرس لأبنائنا في المدارس : أن الشمس ثابتة .
الرد عليها :
والأدلة الصريحة من القرآن الكريم، والسنة الصحيحة ، وإجماع علماء الإسلام على خلاف ذلك .
1- فمن أدلة كتاب الله : قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها .[سورة يس:38]، وقوله : وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى .[لقمان :29]
2- ومن أدلة السنة : ما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (159) من حديث أبي ذر رضي الله عنه : أن النبي قال( إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها :ارتفعي أرجعي من حيث جئتِ . فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها, ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي أرجعي من حيث جئتِ . فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها, ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش , فيقال لها: ارتفعي أصبحي طالعةً من مغربك فتصبح طالعة من مغربها )) . فقال رسول الله : (( أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً )).
فالحديث صريح في أن الشمس تجري، وأنها تطلع، وتغرب من جراء هذا الجريان , وهذا لا يمكن أن يحدث إذا كانت الشمس تجري حول مركز المجرة كما يزعمون؛ لأن الذي يجري حول مركز المجرة – حسب زعمهم – هو المجموعة الشمسية بكاملها، وبما فيها الأرض والشمس، وأن دورتها تتم في مائتين وخمسين مليون سنة تقريباً على حد زعمهم .
والأمر الأخر قوله : (( حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ))، ففي هذا دليل على أنها تجري من مكان إلى مكان معيَّن، وهو المستقر الذي قدره الله سبحانه لها . وبهذا يبطل ما قالوه، من أنها تجري حول نفسها .
3- وأيضاً الواقع المشاهد أن الشمس جارية في فلكها - أي في سماءها- كما سخرها الله سبحانه وتعالى .
وبهذا يتبين بطلان قولهم بثبوت الشمس، ويتضح مخالفته للأدلة القاطعة الساطعة من الكتاب وصحيح السنَّة . ومما يؤسف أن بعض الكتاب المتأخرين والمثقفين السطحيين ، والذين يسمون بالمفكرين الإسلاميين؛ يتجرءون على مخالفة هذه الأدلة ، والخروج عن فهم السلف ، والمدافعة عن أقوال الفلاسفة الطبائعيين الفاسدة بكلام باطل ، ومن ذلك قولهم السابق : أن الشمس تجري حول مركز المجرة ، وأنها لها دورة أخرى حول نفسها ، وقد بيَّنا بطلان ذلك كله . والحمد لله رب العالمين
ثالثاً : ما جاء حول الفضاء
الشبهة : قولهم أن الفضاء لا نهاية له . وأن به البلايين من المجرات .
الرد عليها : هذا الكلام باطل ، ولا دليل عليه ، وكلام السلف على خلافه
1- قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/27) : حكى ابن حزم، وابن المنيِّر، وابن الجوزي، وغير واحد من العلماء : الإجماع على أن السماوات كرةٌ مستديرة . واستدلوا على ذلك بقوله: كل في فلك يسبحون . قال الحسن: يدورون . وقال ابن عباس: يدورون في فلكة مثل فلكة المغزل . قالوا: ويدل على ذلك : أن الشمس تغرب كل ليلة من المغرب، ثم تطلع في أخرها من المشرق .أﻫ
2- وقال ابن حزم في "الفِصل في الملل والأهواء والنحل" ( 2/80 ) : أن السماوات محيطة بالأرض, فعن معاوية المزني قال: السماء مقببة هكذا على الأرض . وعن ابن عباس في قوله تعالى: الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن .[الطلاق :12]، قال : هنَّ ملتويات بعضهن على بعض .أهـ
وقال أيضاً في (2/79) عند قوله تعالى : وسع كرسيه السماوات والأرض.[البقرة :255]، قال : وهذا نص ما قام عليه البرهان من انطباق بعضها على بعض، وإحاطة الكرسي بالسماوات السبع وبالأرض, وقال رسول الله : )) فاسألوا الله الفردوس الأعلى؛ فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوق ذلك عرش الرحمن )). رواه البخاري ، وقال تعالى : الرحمن على العرش استوى .[طه:5]، وأخبر هذان النصَّان بأن ما على العرش هو منتهى الخلق، ونهاية العالم .أﻫ
3- وقال صاحب كتاب "هداية الحيران في مسألة الدوران" ( 39-41) : وأما فضاء الملاحدة لا ينتهي وكله مجرات منظريه . . والمجرة الواحدة تحتوي على ملايين من المجموعات الشمسية . والفضاء فيه بليون من المجرات . ويقولون : أن به ملايين من الشموس سابحة في الفضاء الذي لانهاية له في خيالهم . ويقولون إن من النجوم ما هو أعظم من حجم شمسنا بمائة مليون مرة ولا يزال الكون يتسع- وقد رد شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله على هذه الكذبة وهي قولهم أن الكون لا يزال يتسع رد عليها في كتابه الصبح الشارق (ص125-127) حيث ذكر أدلة الكتاب والسنة التي تعارض هذا القول منها قوله تعالى ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها . (فصلت 12) , ثم ذكر حديث أبو هريرة في البخاري عن النبي قال ( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة)) . ثم قال حفظه الله [ ففي الآية الأولى أن الله ... استوى إلى السماء فقضاهن] . قال ابن كثير [ فرغ من تسويتهم سبع سماوات في يومين أي آخرين . وقال القرطبي و الشوكاني في تفسير الآية . فقضاهن سبع سماوات أي خلقهن أحكمهن وفرغ منهن ]. أﻫ .
ولتبرير فكرة ونظرية الملاحدة والمنجمين على أنَّ الكون لا يزال يتسع فإنهم يستدلون بآية قرآنية وهي قولة جل وعلا والسماء بنيناها بأيد و إنَّا لموسعون . قالوا معناها أن الكون لا يزال في تمدد مستمر وهذا تفسير محدث لم يؤثر عن سلف هذه الأمة .قال ابن كثير في تفسير الآية السابقة أي قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد حتى استقامت كما هي .
بتكاثر المجرات . إذاً الفضاء لانهاية له كما يصرحون بذلك , وهذا يعني نفي وجود الرب الخالق سبحانه والكرسي والعرش والملائكة والجنة , فإذا قال : الرب فوق . قيل: ليس عندك فوق شيء. ومن أعتقد أن الفضاء لا نهاية له فأحسن أقواله أن يقع في معتقد أهل وحدة الوجود . وهو أن يكون الرب سبحانه هذه المخلوقات , وإلاَّ فإنه يتناقض .أﻫ بتصرف.[ هداية الحيران في مسألة الدوران ( ص39-40-41)]
والخلاصة : أن [ الفضاء محدود، وله مسافة وسعة مقدرة بما أخبرنا النبي فذكر بأن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام - الحديث الذي ذُكِرَ في ذكر المسافة بين السماء والأرض وإنها خمسمائة عام , لا يصح إسناده إلى النبي وإنما هو من أقوال الصحابة والسلف المتناقل عنهم .
يعني بذلك السماء الدنيا التي هي سقف الأرض . ويمكن أن تقدر المسافة هذه التي وردت في الحديث بالسير باصطلاح هذا الزمان بالكيلو مترات , وقد وجد أنها تقارب 9 ملايين كيلو متر فقط , وهذا الفضاء كله من كل جانب , فأين هذا من فضاء الملاحدة الذي لانهاية له ؟!!
بعد ذلك نقول أنه يستحيل دوران الأرض حول الشمس الدورة السنوية؛ لأنها محجوزة في جوف السماء الدنيا , والمسافة بين الأرض والسماء قريبة جداً بالنسبة لفضائهم الخيالي, فإذا كان المقدرون مسافة ما بين الأرض والشمس بــ150 مليون كيلوا متر فهذا وحده أبعد من المسافة بين السماء والأرض بـ141 مليون كيلو متر تقريباً . كيف بفضائهم الخيالي الذي لا ينتهي الذي يقيسونه بالسنين الضوئية .أهـ [هداية الحيران في مسألة الدوران (ص60-61-62-63)]
ومن الشبه : قولهم : أن السماء عبارة عن فضاء، وليس جرم .
والرد عليها : أن الآيات القرآنية ترد ما ادعوه، وزعموه ، قال تعالى:ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلاَّ بأذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم .[الحج : 65 ] . وقال تعالى : وبنينا فوقكم سبعاً شداداً .[النبأ :12]، وقال تعالى : وجعلنا السماء سقفاً محفوظا .[الأنبياء: 32 ]
قال الشنقيطي : ونحو ذلك من الآيات يدل دلالة واضحة على أن ما يزعمه ملاحدة الكفرة ومن قلدهم من مطموسي البصائر ممَّن يدعون الإسلام أن السماء فضاء لا جرم مبني؛ أنه كفرٌ وإلحادٌ وزندقةٌ وتكذيبٌ لنصوص القرآن العظيم , والعلم عند الله تعالى . وقوله في هذه الآية الكريمة إن الله بالناس لرؤوف رحيم أي : ومن رأفته ورحمته بخلقه أن أمسك السماء عنهم، ولم يسقطها عليهم .أهـ (أضواء البيان 5\297) .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .